نؤمن بأن الله ثالوث، ونعبر عن ثالوث الله، بلفظة "أقنوم"،
فنقول "أقنوم الآب"، و "أقنوم الابن"، و "أقنوم الروح القدس"، هذه
الأقانيم الثلاثة ليست أسماء، تُعبر عن ثلاث هيئات، أو ظهورات لله الواحد،
بل ثلاثة أقانيم،
تُعبر عن ثلاث تَعيُّنات، أو كينونات، أو تميَّزات، في الجوهر الإلهي
الواحد، وهم متساوون لأنهم من ذات الجوهر الواحد، ومع اعترافنا بعجز اللغة
المحدودة في التعبير عن ملء لاهوت الله، يبقى الإيمان بوجود الأقانيم
الثلاثة، تعبيراً حياً وحقيقياً عن وحدانية الله الجامعة المانعة.
وتأتي المعضلة عند محاولة فهم كلمة "Persona"،
بمعناها الحديث، والتي أصبحت الآن تعني شخص، الفرد المتميز، الذي له عقل
وإرادة ومسؤولية خاصة، وهكذا جاءت المفاهيم المغلوطة من محاولة تجريد
اللفظة من معناها الأصلي، وحصر الكلمة في المعنى الحديث للكلمة، مما أدى
لفهم أن الأقانيم الثلاثة هم ثلاثة أشخاص، مما يعنى أن الثالوث يُقصَّدُ به
ثلاثة أشخاص في الله، وهذا ما لم تُعلِّم به الكنيسة، ولا المجامع
المسكونية، ولا المفكرين، ولا اللاهوتيين المسيحيين.
[1]الخضري، حنا. –د. القس. المرجع السابق. جزء 2، صفحة 170.
[2]عبدالمسيح، ميخائيل يوسف. الشيخ. كيف أرى إلهي. (القاهرة: مطبعة الرجاء، 1996) صفحة 15.