عندما نقــرأ فى الانجيل المقدس بحسب القديس متى البشير هذه الايات المباركة «وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ، لِكَيْ يَتِمَّ
مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا» (مت23:2). لا شك فى ان هذه الاسئلة تتبادر الى اذهاننا : اين يا ترى جاء فى الكتاب المقدس عن المسيح بانه سيدعى ناصرياً ؟؟ وفى اى من كتب الانبياء جاء هذا الامر ؟؟ وهل من نبى بعينه تحدث او المح من بعيد او من قريب بشيئ من هذا القيبل ؟؟ . ولا نخفى عليكم سراً فقد هل علينا ابليس عدو الخير وجيش جيوشه فأمتلت المواقع الخادمة لاغراضه وكذا ايضاً الكتب لبعض المؤلفين المعروفين واقاموا الدنيا ولم يقعدوها صارخين بتلك الشبهة الصبيانية التافهة التى تقول اين يا نصارى ( بحسب تعبيرهم ) ذكر عن المسيح بانه سيدعى ناصرياً ؟؟ لا يوجد فى كل كتابكم المقدس ايه واحدة تذكر ذلك ؟؟ . وبنهاية شبهتم الواهية هذه خرجوا لنا بنتيجة مفداها " ان انجيلكم قد تم تحريفه لاننا لا نجد فيه ما نص عليه متى فى انجيله !!.
د. منقذ بن محمود السقار في كتابه هل العهد القـديم كلـمة الـلـه؟ «ومن صور التحريف بالنقص تلك الإحالات الإنجيلية إلى التوراة والتي لا نجدها في الأسفار الموجودة بين أيدينا، ومن ذلك ما جاء في متّى «ثم أتى وسكن في بلد تسمى ناصرة، ليكمل قول الأنبياء: إنه سيُدعى ناصرياً» (مت23:2). ولا يوجد شيء من ذلك في التوراة.»
ويقول رحمة الله الهندي في كتابه إظهار الحق: «الكتب التي كان فيها هذا انمحت، لأن كتب الأنبياء الموجودة الآن لا يوجد في واحد منها أن عيسى يدعى ناصرياً.» ..
ولكى نكون اكثر مصداقة وموضوعية دعونا نقتبس لبعض هؤلاء الاشخاص السطحيين والذين يطلقون على انفسهم بانه على علم ودراية بكتب المسيحيين وهم ابعد ما يكون عن ذلك بل صدقاً نقول انهم يجهلون " الف باء" العقيدة المسيحية وكتابنا المقدس ايضاً فيقول :
د. منقذ بن محمود السقار في كتابه هل العهد القـديم كلـمة الـلـه؟ «ومن صور التحريف بالنقص تلك الإحالات الإنجيلية إلى التوراة والتي لا نجدها في الأسفار الموجودة بين أيدينا، ومن ذلك ما جاء في متّى «ثم أتى وسكن في بلد تسمى ناصرة، ليكمل قول الأنبياء: إنه سيُدعى ناصرياً» (مت23:2). ولا يوجد شيء من ذلك في التوراة.»
ويقول رحمة الله الهندي في كتابه إظهار الحق: «الكتب التي كان فيها هذا انمحت، لأن كتب الأنبياء الموجودة الآن لا يوجد في واحد منها أن عيسى يدعى ناصرياً.» ..
ونحن هنا فى " موقع المفاهيم والاصطلاحات اللاهوتية " نقدم لكم وللإجابة على هذه الأسئلة نقدِّم عدة ملاحظات:
(1) لم يخصّ البشير متّى بالذكر نبياً بعينه، ولم يتكلم بصيغة المفرد ـ وهذا من دقة الوحي المبارك ـ بل تكلم بصيغة الجمع قائلاً: «لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ»، فهو لم يقل: «كما قال النبي فلان... أو هو مكتوب في نبوة...» كما فعل في نبوات أخرى كثيرة مثل: (مت1: 22، مت2: 15، مت17:2) وكما يقول (Marvin R. Vincent) إن صيغة الجمع تبيِّن أن هذه النبوة وردت على لسان العديد من الأنبياء.
(2) إن كلمة ناصري في اللغة العبرية هي (נזיר) nezir)، ويؤكد علماء اللغة أننا لو بحثنا في كل قواميس اللغة العبرية مثل David Ayalon (ديفيد أيلون) أو (Hebrew Dictionary Strongs) أو قاموس (The Abridged Brown-Driver-Briggs Hebrew-English Lexicon) فسنجد أن واحدة من أهم معاني هذه الكلمة هي: «الغصن».
(3) إن لقب «الغصن» ورد نبوياً على فم أكثر من نبي عن المسيح، فيقول إشعياء: «وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى وَيَنْبُتُ غُصْنٌ (נזיר nezir) مِنْ أُصُولِهِ...» (إش1:11).
ويقول إرميا: «هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأُقِيمُ لِدَاوُدَ غُصْنَ بِرٍّ فَيَمْلِكُ مَلِكٌ وَيَنْجَحُ وَيُجْرِي حَقّاً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ» (إر5:23). راجع أيضًا: (إر33: 15،16).
ويقول زكريا: «وَقُلْ لَهُ: هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هُوَذَا الرَّجُلُ [الْغُصْنُ] اسْمُهُ. وَمِنْ مَكَانِهِ يَنْبُتُ وَيَبْنِي هَيْكَلَ الرَّبِّ» (زك12:6). راجع أيضًا: (زك8:3).
ويقول (John Gill) إن لقب «ناصري» قد أُعطِي نبوياً للمسيّا، لأن كلمة (غُصْنٌ) (נזיר nezir) الواردة في (إش1:11) تعني (ناصري)، وكان كل يهودي يعرف أنها نبوة تختص بالمسيّا كما ورد ذلك في ترجوم بن عزرا (Targum، Jarchi، Aben Ezra).
وقد ورد في الصلاة اليهودية المشهورة التي تُدعى الثماني عشرة بركة (Esreh Shemoneh) «ليبرز غصن داود عبدك سريعًا، وليتمجد قرنه بخلاصك».
وكذلك استخدم مجتمع قمران لقب «الغصن» ليشير إلى المسيّا الملك.
لذلك عندما يقول البشير متّى إن هذه النبوة قد تمت في المسيح يسوع، هو لا يكذب ولا يدَّعِ. فالمسيح ليس فقط عاش وتعلَّم في الناصرة، ولكنّه الغصن (נזיר nezir) الخارج من جذع يَسَّى. وعندما يقول: لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا Nazareth» (مت2: 19-23) ذلك لأن أكثر من نبي ذكر هذه النبوة.
ولقد كان المسيح معروفاً بين اليهود بأنه «يسوع الناصري» بالعبرية (ישוע הנוצרי) (Jesus، the Nazarene) فساعة القبض عليه قَالَ لَهُمْ: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟» أَجَابُوهُ: «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ». قَالَ لَهُمْ: «أَنَا هُوَ». (يو5:18).
وعندما عُلِّق على الصليب كَتَبَ بِيلاَطُسُ عُنْوَاناً وَوَضَعَهُ عَلَى الصَّلِيبِ. وَكَانَ مَكْتُوباً: «يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ مَلِكُ الْيَهُودِ» (يو19:19).
وعندما وقف بطرس يعظ يوم الخمسين قال: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ ...» (أع22:2).
وكثيراً ما أطلقوا عليه لقب «الناصري» فقط (הנוצרי) «the Nazarene»، ووصفوه بأنه «ابن ناصر» (בן נצר) (Ben Netzer) فيقول المؤرخ اليهودي آبار بينال «إنَّ القرن الصغير (دانيال7: 8) هو ابن ناصر، يعني يسوع الناصري». وأطلقوا على تابعيه «الناصريين» (Nazarenes).
ويرى عدد كبير من المفسِّرين أن السيد المسيح دُعي بالغصن لهذه الأسباب:
أ. لأن الغصن مرتبط بالأصل، فمع أنه رب داود لكنه من نسله، مرتبط به حسب الجسد.
ب. ولأنه صار بالحقيقة إنسانًا ينمو كالغصن.
ج ـ ولأنه نبت كغصنٍ جديد بعد أن قُطِعَت شجرة داود (العائلة الملكية انتهت بموت صدقيا). وهنا نبت المسيح كغصن جديد في هذه الشجرة.
(4) عندما قال البشير متّى عن المسيح: «لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا» (مت23:2). كان ذكياً لمَّاحاً يتلاعب بالكلمات أو على حد تعبير أحدهم يريد أن يضرب عصفورين بحجر واحد، فقد قال ذلك ليس فقط لأن يوسف النجار كان قد عاد إلى الناصرة التي هي وطنهم السابق (لو4:2)، وأن المسيح قد تربى هناك «النَاصِرَةُ» (Nazareth) تعني «الغصن»، ولكن أيضًا لأن كلمة «الناصرة» و»ناصري» في ذلك الوقت كانت تعني الاحتقار الشديد، فقد كان الإسرائيليون (في الجنوب) يزدرون بالجليليين (في الشمال) عموماً، وبالناصريين خصوصاً. وكانت كلمة «ناصري» كلمة احتقار تُطلق على الدنيء، وكان اليهود يطلقون على اللص الخطير «ابن ناصر». ولما قال فِيلُبُّسُ لنَثَنَائِيلَ: «وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءُ يَسُوعَ ابْنَ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ». قَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ:»أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟» (يوحنا1: 46). ولما دافع نِيقُودِيمُوسُ (أحد شيوخ اليهود) عن يسوع أمام مجلس السنهدريم قائلاً: «أَلَعَلَّ نَامُوسَنَا يَدِينُ إِنْسَانًا لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ أَوَّلاً وَيَعْرِفْ مَاذَا فَعَلَ؟» أَجَابُوا وَقَالوُا لَهُ: «فَتِّشْ وَانْظُرْ! إِنَّهُ لَمْ يَقُمْ نَبِيٌّ مِنَ الْجَلِيلِ» (يوحنا7: 52).
وقد تنبأ الأنبياء أيضًا في أماكن عديدة بأن المسيح سيكون محتقراً فمثلاً:
(مز6:22) «أَمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ. عَارٌ عِنْدَ الْبَشَرِ وَمُحْتَقَرُ الشَّعْبِ. كُلُّ الَّذِينَ يَرَوْنَنِي يَسْتَهْزِئُونَ بِي».
(إش3:53) «مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ، وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا، مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ». راجع أيضًا: (مزمور 22: 6و59 :9 و10 وإشعياء 52 و53 وزكريا 11:12 و13).
فلقد كانت نبواتهم هذه بمثابة قولهم إنه «ناصري». فإشعياء عندما يقول: «كَعِرْق مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ، لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ» (إش 53 :2). هو بمثابة قوله إنه ناصري.
صلاتي ونحن نحتفل بالميلاد أن ندرك أننا ناصريين، ولنتمثل بسيدنا.
(1) لم يخصّ البشير متّى بالذكر نبياً بعينه، ولم يتكلم بصيغة المفرد ـ وهذا من دقة الوحي المبارك ـ بل تكلم بصيغة الجمع قائلاً: «لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ»، فهو لم يقل: «كما قال النبي فلان... أو هو مكتوب في نبوة...» كما فعل في نبوات أخرى كثيرة مثل: (مت1: 22، مت2: 15، مت17:2) وكما يقول (Marvin R. Vincent) إن صيغة الجمع تبيِّن أن هذه النبوة وردت على لسان العديد من الأنبياء.
(2) إن كلمة ناصري في اللغة العبرية هي (נזיר) nezir)، ويؤكد علماء اللغة أننا لو بحثنا في كل قواميس اللغة العبرية مثل David Ayalon (ديفيد أيلون) أو (Hebrew Dictionary Strongs) أو قاموس (The Abridged Brown-Driver-Briggs Hebrew-English Lexicon) فسنجد أن واحدة من أهم معاني هذه الكلمة هي: «الغصن».
(3) إن لقب «الغصن» ورد نبوياً على فم أكثر من نبي عن المسيح، فيقول إشعياء: «وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى وَيَنْبُتُ غُصْنٌ (נזיר nezir) مِنْ أُصُولِهِ...» (إش1:11).
ويقول إرميا: «هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأُقِيمُ لِدَاوُدَ غُصْنَ بِرٍّ فَيَمْلِكُ مَلِكٌ وَيَنْجَحُ وَيُجْرِي حَقّاً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ» (إر5:23). راجع أيضًا: (إر33: 15،16).
ويقول زكريا: «وَقُلْ لَهُ: هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هُوَذَا الرَّجُلُ [الْغُصْنُ] اسْمُهُ. وَمِنْ مَكَانِهِ يَنْبُتُ وَيَبْنِي هَيْكَلَ الرَّبِّ» (زك12:6). راجع أيضًا: (زك8:3).
ويقول (John Gill) إن لقب «ناصري» قد أُعطِي نبوياً للمسيّا، لأن كلمة (غُصْنٌ) (נזיר nezir) الواردة في (إش1:11) تعني (ناصري)، وكان كل يهودي يعرف أنها نبوة تختص بالمسيّا كما ورد ذلك في ترجوم بن عزرا (Targum، Jarchi، Aben Ezra).
وقد ورد في الصلاة اليهودية المشهورة التي تُدعى الثماني عشرة بركة (Esreh Shemoneh) «ليبرز غصن داود عبدك سريعًا، وليتمجد قرنه بخلاصك».
وكذلك استخدم مجتمع قمران لقب «الغصن» ليشير إلى المسيّا الملك.
لذلك عندما يقول البشير متّى إن هذه النبوة قد تمت في المسيح يسوع، هو لا يكذب ولا يدَّعِ. فالمسيح ليس فقط عاش وتعلَّم في الناصرة، ولكنّه الغصن (נזיר nezir) الخارج من جذع يَسَّى. وعندما يقول: لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا Nazareth» (مت2: 19-23) ذلك لأن أكثر من نبي ذكر هذه النبوة.
ولقد كان المسيح معروفاً بين اليهود بأنه «يسوع الناصري» بالعبرية (ישוע הנוצרי) (Jesus، the Nazarene) فساعة القبض عليه قَالَ لَهُمْ: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟» أَجَابُوهُ: «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ». قَالَ لَهُمْ: «أَنَا هُوَ». (يو5:18).
وعندما عُلِّق على الصليب كَتَبَ بِيلاَطُسُ عُنْوَاناً وَوَضَعَهُ عَلَى الصَّلِيبِ. وَكَانَ مَكْتُوباً: «يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ مَلِكُ الْيَهُودِ» (يو19:19).
وعندما وقف بطرس يعظ يوم الخمسين قال: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ ...» (أع22:2).
وكثيراً ما أطلقوا عليه لقب «الناصري» فقط (הנוצרי) «the Nazarene»، ووصفوه بأنه «ابن ناصر» (בן נצר) (Ben Netzer) فيقول المؤرخ اليهودي آبار بينال «إنَّ القرن الصغير (دانيال7: 8) هو ابن ناصر، يعني يسوع الناصري». وأطلقوا على تابعيه «الناصريين» (Nazarenes).
ويرى عدد كبير من المفسِّرين أن السيد المسيح دُعي بالغصن لهذه الأسباب:
أ. لأن الغصن مرتبط بالأصل، فمع أنه رب داود لكنه من نسله، مرتبط به حسب الجسد.
ب. ولأنه صار بالحقيقة إنسانًا ينمو كالغصن.
ج ـ ولأنه نبت كغصنٍ جديد بعد أن قُطِعَت شجرة داود (العائلة الملكية انتهت بموت صدقيا). وهنا نبت المسيح كغصن جديد في هذه الشجرة.
(4) عندما قال البشير متّى عن المسيح: «لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا» (مت23:2). كان ذكياً لمَّاحاً يتلاعب بالكلمات أو على حد تعبير أحدهم يريد أن يضرب عصفورين بحجر واحد، فقد قال ذلك ليس فقط لأن يوسف النجار كان قد عاد إلى الناصرة التي هي وطنهم السابق (لو4:2)، وأن المسيح قد تربى هناك «النَاصِرَةُ» (Nazareth) تعني «الغصن»، ولكن أيضًا لأن كلمة «الناصرة» و»ناصري» في ذلك الوقت كانت تعني الاحتقار الشديد، فقد كان الإسرائيليون (في الجنوب) يزدرون بالجليليين (في الشمال) عموماً، وبالناصريين خصوصاً. وكانت كلمة «ناصري» كلمة احتقار تُطلق على الدنيء، وكان اليهود يطلقون على اللص الخطير «ابن ناصر». ولما قال فِيلُبُّسُ لنَثَنَائِيلَ: «وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءُ يَسُوعَ ابْنَ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ». قَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ:»أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟» (يوحنا1: 46). ولما دافع نِيقُودِيمُوسُ (أحد شيوخ اليهود) عن يسوع أمام مجلس السنهدريم قائلاً: «أَلَعَلَّ نَامُوسَنَا يَدِينُ إِنْسَانًا لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ أَوَّلاً وَيَعْرِفْ مَاذَا فَعَلَ؟» أَجَابُوا وَقَالوُا لَهُ: «فَتِّشْ وَانْظُرْ! إِنَّهُ لَمْ يَقُمْ نَبِيٌّ مِنَ الْجَلِيلِ» (يوحنا7: 52).
وقد تنبأ الأنبياء أيضًا في أماكن عديدة بأن المسيح سيكون محتقراً فمثلاً:
(مز6:22) «أَمَّا أَنَا فَدُودَةٌ لاَ إِنْسَانٌ. عَارٌ عِنْدَ الْبَشَرِ وَمُحْتَقَرُ الشَّعْبِ. كُلُّ الَّذِينَ يَرَوْنَنِي يَسْتَهْزِئُونَ بِي».
(إش3:53) «مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحَزَنِ، وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا، مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ». راجع أيضًا: (مزمور 22: 6و59 :9 و10 وإشعياء 52 و53 وزكريا 11:12 و13).
فلقد كانت نبواتهم هذه بمثابة قولهم إنه «ناصري». فإشعياء عندما يقول: «كَعِرْق مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ، لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيَهُ» (إش 53 :2). هو بمثابة قوله إنه ناصري.
صلاتي ونحن نحتفل بالميلاد أن ندرك أننا ناصريين، ولنتمثل بسيدنا.